مجلة ريحان للنشر العلمي مجلة علمية، محكمة، شهرية، مفتوحة الوصول
يعد الساحل منظومة بيئية متكاملة لمختلف عناصر الطبيعة، فهو مجال الاتصال بين اليابسة والبحر، ويختلف من مجال إلى آخر من حيث الدينامية البحرية والمؤثرات المناخية. فالساحل مجال استقطاب مختلف الأنشطة الصناعية والزراعية، إضافة إلى التركز السكاني، ليخضع بذلك هذا المجال لقوة الضغط البشري رغم هشاشة وضعه الطبيعي ومحدودية موارده.
ويشكل موضوع الساحل وآثار التدخل البشري على منظومته البيئية إحدى أهم التوجهات العالمية في مختلف المحافل الدولية والمؤتمرات البيئية، وقد حضيت المجالات الساحلية باهتمام بالغ من طرف مختلف العلماء والباحثين وكذا الفاعلين، نتيجة اختلال التوازن الطبيعي سواء بالمجال القاري أو الساحلي الذي أصبح يهدد المنظومة البيئية.
وقد عرف الساحل المغربي تركزا مهما للأنشطة البشرية على طول المحور الأطلنتي، وكان هذا نتيجة السياسة التي نهجتها السلطات الفرنسية والإسبانية إبان فترة الاحتلال، وقد كان من نتائج هذا النزوح وتركز الأنشطة البشرية نحو الساحل الإخلال بالمنظومة البيئية للساحل، ولوحظ ذلك من خلال مجموعة من الإختلالات التي تؤثر على البيئة والإنسان على حد سواء، وهذا ما عجل بهشاشة الوسط الساحلي، إما على مستوى التنوع البيولوجي والكائنات الحية المختلفة التي تعيش بهذه الأوساط، أو على المستوى المورفولوجي للسواحل وتطور خط الساحل.
ومن بين أخطر مظاهر الاختلالات بالمنظومة الساحلية نتيجة تركز الأنشطة البشرية بالساحل هي مقالع الرمال المنتشرة بالسواحل المغربية، بحيث تعرف عمليات نهبٍ للرمال، إما بشكل سري أو عن طريق الاحتيال على القانون من قبل بعض الشركات المرخصة، وهو ما أضحى يشكل خطراً بيئياً حقيقياً.
كلمات مفتاحية : السواحل المغربية – مقالع الرمال – استنزاف الرمال – تدهور المنظومة الساحلية.
عبدالرزاق مرحيب، جامعة ابن طفيل، كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالقنيطرة، مختبر البيئة والتنمية وتدبير المجال، 14000، القنيطرة، المغرب.
