إن علم النفس الفارق هو ميدان مهم لدراسة الفروق الفردية بالمنهجية العلمية، وهو أحد فروع علم النفس العام الذي هو بمثابة الخلفية النظرية العامة لجميع فروع علم النفس، حيث يتناول جميع مظاهر الحياه النفسية من خلال دراسته لجوانب السلوك المختلفة، بهدف فهمه، وتفسيره، والتحكم والتنبؤ بها، ولا يمكن تحقيق هذه الأهداف دون دراسة علمية متخصصة ودقيقة، كما لا يمكن تعميم نتائج اية دراسة إن لم تشمل أكبر عدد ممكن من الأفراد، فكما عرفنا مسبقاً، أن الأفراد يختلفون ويتباينون فيما بينهم في كل ما يمتلكون من صفات، وكذلك بالنسبة للفرد ذاته، فصفاته تتباين من وقت لأخر، ومكان لآخر.
إن الاهتمام بدراسة الفروق الفردية يفيد في معرفة الكثير عن الأفراد والجماعات، مما يساعد بالتالي في إختيار الأفراد فيما يؤهلهم للدراسة في تخصصات معينة، أو مهن معينة كل حسب قدراته، وما يتميز به، …لذلك فدراسة علم النفس للفروق الفردية، يزود المعنيين في التخصصات الدراسية، والمهنية، والاجتماعية، …وفي أي مجال من مجالات الحياه بالمعلومات التي تساعد في التعامل الأفراد كل بحسب مستواه العقلي، ولإعطاء كل فرد حقه لممارسة دوره الذي يناسبه في مجال معين، مما يساعد في تحقيق الأهداف الساميّة للأفراد والمجتمعات.
أما في ميدان علم النفس التربوي، وهو كذلك أحد فروع علم النفس العام، والذي يهدف إلى دراسة وفهم سلوك المتعلمين في قاعة الدرس، والبيئة الدراسية، وكل ما يمكن أن يؤثر في عملية التعلم بما فيها المعلم، والمتعلم، والمواد والمناهج الدراسية، وطرائق التدريس، ووسائل التعلم، والبيئة التعليمية عموماً، لذلك عنّى هذا العلم بدراسة الفروق الفردية للمتعلمين لما يتعلق بقدراتهم العقلية، وما يحمله كل فرد فيهم من خصائص شخصية، واهتمامات، وميول، ودوافع، …كما يهتم هذا العلم، بالإرشاد الصفي، والصحة النفسية للمتعلمين، بهدف الوصول بهم إلى أقصى حد ممكن من الفهم، والتعلم، وتحقيق النجاح، والنمو السليم في جميع مظاهره ومجالاته عقليا، ومعرفياً، وانفعاليا، واجتماعياً.لذلك، فان علم النفس التربوي ميدان مهم لتشخيص الفروق الفردية، من خلال تعرف خصائص المتعلمين، مما يمكن المعلم من فهمهم، وتحديد قدراتهم ومستوياتهم، وبالتالي ليتمكن المعلم من التعامل معهم، وتطبيق ما يناسب كل فرد فيهم من طرائق، ومناهج، واستراتيجيات تربوية وتعليمية تساعد في إيصال المعلومات، والمعارف، والعلوم المختلفة اليهم بيسر، ولتحقيق كل تلك الأهداف في ضوء الحصول على المعلومات والبيانات عنهم.
الكلمات المفتاحية: الفروق الفردية، تدرج المحصول اللغوي، معدل الفروق الفردية اللغوية، الاستماع والذاكرة قصيرة وطويلة المدى، قياس تركيب الجملة.
تغريد علوي شيخان الجفري |
باحثة دكتوراه بقسم اللغة والنحو والصرف تخصص اللغويات التطبيقية كلية اللغة العربية وآدابها، جامعة أم القرى، المملكة العربية السعودية. |