تكشف هذه الدراسة عن تكوين الشخصيّات المُستَلَبة، وآليّات تقديمها عبر التّحليل الإشاريّ وفق منهج رولان بارت[1] (Roland Barthes) أنموذجًا “غريقة بحيرة موريه” لأنطوان الدّويهي، من خلال كلّ دالّ أو مدلول شفّر بدلالات ثانية، معتمدة على المنهجيّةالسيميائيّة السرديّة الّـتي استفادت من البنيويّة الخطابيّة، وانفتحت على سائر العلوم الإنسانيّة.
تهدف هذه الدراسة إلى الوقوف على مستوى التصوير الحسيّ الظاهر هويّة ووضعيّات الشخصيّات المُستَلَبة زمكانيًّا، للكشف عن العلاقات الارتباطيّة بين مفهوم الذات وصورة الآخر، ودور القيم الإيجابيّة في فتح قنوات اتّصال بالمحيط.
تسمح هذه التقنيّة في غور أعماق الشخصيّات، والكشف عن أزمة الإنسان المعاصر الوجودي. فالغربيّ ماديّته ترنو به إلى البحث عن عالم أفضل في ظل تفكّك القيم والمعايير الاجتماعيّة التي فقدت السيطرة على السلوك الإنسانيّ وضبطه، حيث لا يشعر الفرد بالانتماء إلى المجتمع، واللبنانيّ رغم أنّه يتقلّب في خاتون العنف يتمسّك بالعادات والتقاليد التي تشعره بالانتماء الاجتماعيّ، ويسعى إلى الحفاظ على القيم الإنسانيّة والروحيّة التي توجّه ذاته الأصيلة.
الكلمات الدّالة: الشخصيّة، المستلبة، السيميائيّة، المستوى الدلالي، الذات.
[1]– رولان بارت ((Roland Barthes ناقد فرنسيّ ومنظّر أدبيّ وفيلسوف وصحافّي (1915- 1980)، عمل على إرساء قواعد جديدة في النّقد، وقد اتّجهت أبحاثه إلى علم العلامات ونظام الصِّيَغ، محاولاً الكشف عن قوانين الدّلالة عمومًا، وعن الرّوابط العميقة بين الإنسان والعلامات كما في كتاب “Plaisir du texte”. له العديد من الأبحاث في الدّراسة البنيويّة، ضمنها كتاب بعنوان “Poétique du récit”PS://m.marefa.org.
د. نينا نبيل أيّوب
أستاذ مساعد في قسم اللغة العربيّة وآدابها، كليّة العلوم والآداب الإنسانيّة، جامعة الجنان، أبو سمراء، لبنان.