مجلة ريحان للنشر العلمي مجلة علمية، محكمة، شهرية، مفتوحة الوصول
عرف المجتمع الجزائري في السنوات الأخيرة ظواهر إجرامية جديدة وبمعدلات مرتفعة حدا خاصة في المدن نتيجة ازدياد الكثافة السكانية وظهور أزمة السكن وفشل التخطيط الحضري. ومن خلال هذا المقال سنحاول تفسير الجريمة في الوسط الحضري الجزائري من خلال:
المنظور الاجتماعي: قمنا بعرض نظرية التفكك الاجتماعي التي تفسر الجريمة بالتعقيد وتضارب المصالح و الصراع الذي يسود المجتمع الحضري الحديث و كذلك من خلال مراحل حياة الفرد التي قد يتلقى في إحداها قيم تشجع السلوك الإجرامي. أما نظرية التقليد لتارد فيعتبر أن الجريمة تنقل للفرد أثناء التنشئة الاجتماعية عن طريق التقليد الذي يكون من فئة عليا إلى فئة دنيا. وأيضا نظرية الاستلاب الاجتماعي لجيفري الذي يرى أن المجرم يتصف بالتهميش نتيجة التقمص الناقص للصور الوالدية و ضعف الاندماج الاجتماعي.
المنظور النفسي تفسر نظريات كل من pinatel ,favard,le blanc السلوك الإجرامي بخصائص شخصية المجرم والمتمثلة في الأنانية والعدوانية وقابل للتغير و اللامبالاة العاطفية.و Lagache يعتبر أن المجرم يربى في وسط إجرامي و يتقمص سلوكيات وسطه أو عانى في طفولته من نقص عاطفي ولم يستطيع تكوين أنا أعلى عادي يحترم القوانين.
والمنظور الاقتصادي قد قام على أساس مقاربة أنجلر الذي اعتبر الجريمة حصيلة لعدم المساواة الاقتصادية وأن الرأسمالية لها دور أساسي في الجريمة التي تعد رد فعل لانعدام العدالة الاجتماعية. و في المنظور الثقافي فتناولنا نظرية الاختلاط التفاضلي لسدرلاند “لا نولد منحرفين بل نصبح بالاختلاط التفاضلي و بالتعلم و لأننا معرضين لوسط اجرامي، “.والنظرية الوضعية التي من أهم روادها لومبروزو الذي يرى أن الصفات الارتدادية الخلقية تتوافر لدى معظم المجرمين لا لدى جميعهم و أن الوراثة تؤدي إلى توافر ميل نحو الجريمة وفي الأخير تطرقنا للاتجاه التكاملي الذي يعتبر الجريمة تنتج عن تفاعل عوامل نفسية واجتماعية واقتصادية، ومن أنصار هذا الاتجاه والركس صاحب نظرية الاحتواء التي ترجع السلوك الإجرامي إلى الضعف أو فشل الاحتواء الداخلي الخارجي.
الكلمات المفتاحية: الجريمة-النظريات-المدن.
الباحثة :أميرة سريدي & Dr :Seridi Amira , الجزائر
