إن فقه الواقع عبارة عن دراسة عملية لما يستجد في حال الناس ومقامهم،وبما يتماشى وروح العصر، أي: بما يقتضيه الواقع المعاصر ومستجداته غير المتناهية؛ هذا الواقع المتغير الذي جعلنا أحوج من أي وقت مضى إلى فقهاء وعلماء لدراسته وتمحيص نوازله بعين طبيب معالج، ملامس للواقع وتغيراته، عالما بكل ما يؤلم الرعية، بعيدا عن العيش في برج عاجي، أو صومعة منعزلة، غافلا عن مصالح المجتمع ومفاسده، وما يدور في العقول من أفكار، وفي الأنفس من نوازع، وفي الحياة من وقائع وتيارات.
وفي هذا السياق تأتي هذه المقالة التي لا تدعي الكمال أو الاكتمال بقدر ما تسعى لتسليط الضوء على هرمين من أهرام فقه الواقع: محمد عمارة ويوسف القرضاوي وما امتلكاه من مشاريع ذات ريادة في المشهد العلمي الراهن، والتي انطلقت من فكرة المزاوجة بين التراث وبين الوقع في معادلة متوازنة الأطراف كان لها الفضل في الإجابة على معضلات العصر.
الكلمات المفتاحية: فقه الواقع، محمد عمارة، يوسف القرضاوي.
شيماء عناب، خريجة جامعة شعيب الدكالي: المغرب/الجديدة
الجيلالي الساجعي، خريج جامعة شعيب الدكالي: المغرب/الجديدة