فِي كُلِّ أُفُقٍ مِنْ آفَاقِ الْعَالَمِ الْإِسْلَامِيِّ أَسْمَاءُ فُقَهَاءٍ، مَازَالَتْ أَعْمَالُهُمْ تُدَوَّنُ وَلَا يُهْتَدَى إِلَّا بِهَا، والْمَرْجِعُ الَّذِي لَا يُعَوَّلُ إِلَّا عَلَيْهِ. وَفُقَهَاءُ الْأَنْدَلُسِ عَيِّنَةٌ مِنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَسْهَمُوا بِجُهُودِهِمْ فِي نَشْرِ الْمَذْهَبِ الْمَالِكِيِّ فِي بِلَادِ الْأَنْدَلُسِ، وَكَانَ لَهُم الدَّوْرُ الْكَبِيرُ فِي ذَلِكَ، وأَصْبَحَ فُقَهَاءُ الْمَالِكِيَّةِ فِي الْأَنْدَلُسِ فِي مُقَدِّمَةِ عُلْمَاءِ بِلَادِهِمْ، وَكَانَ لَهُمْ دَوْرُهُمْ المؤثِّرُ عَلَى الْأَصْعِدَةِ الْعِلْمِيَّةِ وَالْاِجْتِمَاعِيَّةِ وَالسِّيَاسِيَّةِ كَافَّةً، بِحَيْثُ أَصْبَحَ لِلْفَقِيهِ مَكَانَةٌ مُتَمَيِّزَةٌ فِي الْأَنْدَلُسِ سَوَاءٌ عَلَى الْمُسْتَوَى السِّيَاسِيِّ أَوِ الْاِجْتِمَاعِيِّ.
وَلِلْاِعْتِبَارَاتِ الْمَذْكُورَةِ، فَلَعَلَّ جَمْعَ هَذَا الْمَوْضُوعِ وَالْكِتَابَةَ فِيهِ مِنْ خِلَالِ الْوُقُوفِ عَلَى مُسَاهَمَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ حَبيبٍ فِي تَرْسِيخِ الْمَذْهَبِ الْمَالِكِيِّ بِالْأَنْدَلُسِ، يَكُونُ فِيهِ إضَافَةً عِلْمِيَّةً مِنْ هَذَا الْجَانِبِ.
الكلمات المفتاحية: فقهاء الأندلس – المذهب المالكي – عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ حَبيبٍ.
مراد شفيق – جامعة ابن زهر، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، أكادير- المغرب.