يتناول المقال أحد المواضيع الجديرة بالبحث و الدراسة لصلته بتاريخ و مستقبل أي أمة من الأمم و علاقته بحياة الشعوب و واقعها ونظرا إلى تعلقه بمستقبلها.
إن الحديث عن الحضارة يتجاوز كونه فكرة مجردة أو دراسة نظرية بحتة نابعة عن ترف فكري و أدبي، بل إن الأمر يعني أننا نقف وجها لوجه مع السنن الكونية و التاريخية لبناء الإنسان و تطور المجتمعات. و ذلك من خلال مختلف المناهج و الآليات التي تساعدنا على فهم و تحليل التاريخ و الاستفادة من نقاط القوة التي شكلت نقطة ارتكاز مهمة في حياة الأمم و المجتمعات و منحتها لحظات فارقة في سلم الارتقاء المعرفي و المادي و الثقافي.
ومن خلال الحس و التجربة و الدراسات تبين أنه هناك عدة عقبات تعترض ركب الحضارة إلا أن أبرزها هو الاستبداد باعتباره عامل داخلي و الاستعمار كمركب ثنائي بشقيه الخارجي و الذاتي و هو الذي عبر عنه المفكر مالك بن نبي في كتاباته ب ” القابلية للاستعمار”.
و هذا ما حاولت معالجته في ثنايا هذا البحث –أعني- تسليط الضوء على فكرة التأثر و التأثير الكامنة بين عناصر الحضارة بشقيها المادية و المعنوية بعدما أبسط الكلام حولها لأصل إلى مدى ارتباط الاستبداد و الاستعمار بتراجع الحركة التقدمية و تأخرها بل و القضاء عليها بشكل جذري و ممنهج.
وذلك باستخدام مناهج الجمع التحليل و التركيب لبناء المعطيات المعرفية و وضعها في سياقها و مسارها الصحيح من حيث المعالجة و الاستنتاج.
كلمات مفتاحية: الحضارة، الاستبداد، الاستعمار، النهضة، الثقافة.
الباحثة: منصوري إكرام , الجزائر