يسعى هذا البحث الموسوم بـ “الهوية الإنسانية في أدب الطفل العربي”، للنظر في منحى ترسيخ مفهوم الهوية الإنسانية المشتركة وتجلياته في أدب الكاتبة ناهد الشوا. يتأثر الطفل بالقصص التي يسمعها ويقرأها بما لها من وقع مباشر على وجدانه وتفكيره، يتفاعل معها كمتلقٍ نشط وفاعل له رد فعله الخاص والحر تجاه ما يسمعه ويراه، فدورها عظيم في غرس كثير من الفضائل التي يحملها مدى الحياة، وكلما تضمنت القصص شخصيّات وأحداث ورسائل ذات مغزى وذات علاقة به وكانت موضع اهتمامٍ للطفل قادته للتحليق بآفاق تخلق له هوية متوازنة تنطوي في جوهرها على التصالح مع الذات وقبول الآخر وتعزز الانتماء لمجتمعه والتعاطف مع المحيط العام والأوسع. اهتمت ناهد الشوا في أدبها عمومًا بتعزيز القيم عند الطفل العربي، وموضوع البحث هذا يتناول مسألة مفهوم الهوية والانتماء اللذين يتحققان بربطهما بقيم أخرى كالعدل والمساواة والاندماج والحرية فتتمازج وتتناغم كي تحقق الرسوخ والعمق الإنساني في تحقيق الهوية الذاتية والمجتمعية والانتماء بمستوياته المختلفة. لذا، فإن هذا البحث يسلط الضوء على أهمية الانتصار للهوية والانتماء ودورهما في بناء شخصية الطفل كي تكون صلبة تُمايز بين عناصر منظومة القيم المتنوعة فتشكل شخصية إنسانية عالمية.
الكلمات المفتاحية: الهوية، الانتماء، الوطن، القيم.
د. ريما زهير الكردي -جامعة المدينة العالمية – ماليزيا