منذ أن بعث الله رسوله محمد وأنزل معه كتابه الكريم؛ والمنكرون المعاندون يحاولون النيل من صدق دعوته بتكذيبه مرة أو بالطعن بهذا الكتاب الكريم تارةً أخرى.
وقد أظهر عجزهم عن مجاراة القرآن الكريم في أساليبه وبلاغته التحدي الذي ساقه مراراً وتكرار على مسامعهم أن يأتوا بمثله، بل بأقل من ذلك بكثير وذلك بأية من مثله؛ وهم أهل الفصاحة وفرسان البيان، فلم يجرؤوا على ذلك وإنما أخذوا يوجهون سهام طعنهم فيه من جهة مصدره وقائله وأحيانا راحوا يشككون ببعض ألفاظه وأساليبه اللغوية.
وبذلك نشأ (علم مشكل القرآن) الذي يهدف إلى بيان الآيات التي التبست على بعض الناس واشتبهت، فلم يستبينوا المراد منها، ويدفع كل ما يورده الطاعنون على القرآن من دعاوى التعارض، أو الاضطراب، أو التناقض، أو الاختلاف، ويزيل ما يتبادر إلى بعض الأذهان من معان غير مرادة قطعاً.
فكان من أوائل الذين صنَّفوا في هذا العلم ابن قتيبة (ت 276ه)، الذي ألف كتابه القيم: (تأويل مشكل القرآن)، فوقف عند القضايا المشكلة فيه دافعاً تلك التهم واحدة تلو الأخرى لإثبات تفوقه وإعجازه فقد بادر في صدر كتابه ببيان أن القرآن معجز بتأليفه البديع ونظمه العجيب.
الكلمات المفتاحية: تأويل، مشكل القرآن، ابن قتيبة، الشبهات، إعجاز القرآن.
د. مصطفى قداد,المحاضر في كلية العلوم الإسلامية في جامعة ماردين آرتقلو – تركيا