ملخص: يعد موضوع الساحل وآثار التدخل البشري على منظومته البيئية إحدى أهم التوجهات العالمية في مختلف المحافل الدولية والمؤتمرات البيئية، وقد حضيت المجالات الساحلية باهتمام بالغ من طرف مختلف العلماء والباحثين وكذا الفاعلين، نتيجة اختلال التوازن الطبيعي سواء بالمجال القاري أو الساحلي الذي أصبح يهدد المنظومة البيئية.ويشكل ساحل إقليم العيون وسطا هشا ناتج أساسا عن تظافر عوامل طبيعية وبشرية، فالمجال الساحلي هو نظام قائم على التبادلات بين المجال القاري والمجال البحري، وهذا ما يجعله حساسا وعرضة للخطر جراء أي تدخل بشري غير معقلن. ولقد قمنا بهذه الدراسة قصد التعريف بهذا الوسط الساحلي الصحراوي والمتمثل في ساحل إقليم العيون، للشريط الساحلي الواقع بين مصب واد الساقية الحمراء ومركز المرسى.فالتطور المرفولوجي لخط الساحل بمجال دراستنا ترجع أسبابه إلى التدخلات البشرية، والتي تعد من بين العوامل الرئيسية المسؤولة عن الاختلالات التي يشهدها هذا المجال، إضافة إلى العوامل الطبيعية المتمثلة في العوامل الهيدرودينامية. فالتدخلات التي لم تراعي الخصوصيات الطبيعية للمنظومة الساحلية، أدت إلى هذه الاختلالات السابقة الذكر.
وفي ظل كل هذه الاختلالات نلاحظ القصور الكبير الذي يطال التدبير الساحلي بإقليم العيون، بحيث أن كل هذه التدخلات تبقى ضعيفة جدا ولا تعتمد إلا على المقاربة القطاعية، التي هي بعيدة كل البعد عن التدبير المندمج للمجالات الساحلية، والتي ستزيد لا محالة من تدهور هذا الوسط الساحلي.والإشكالية المراد معالجتها في هذه الدراسة تتحدد انطلاقا من دراسة الديناميات المتحكمة في التطور الجيومرفلوجي للشريط الساحلي بإقليم العيون، وسنعالج هذه الإشكالية عن طريق دراسة الديناميات الطبيعية المرتبطة بالهيدرودينامية الساحلية من جهة، ثم سنحاول ضبط التدخلات البشرية التي تساهم في تطور خط الساحل.
الكلمات المفتاحية : الساحل – مدينة العيون – الدينامية الساحلية – التدبير الساحلي – الهيدرودينامية الساحلية.
الباحث : عبدالرزاق مرحيب & الباحثة :ابتسام كبوري , جامعة ابن طفيل، كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالقنيطرة، القنيطرة، المغرب.