ملخص البحث:
إن ما ميز كتب النوازل الفقهية عند مالكية الغرب الإسلامي هو الواقعية والتجدد وتنوع التأليف، ومن ثم تكون كتب النوازل منجماً غنياً بمعلومات يستفيد منها المؤرخ والقانوني والاجتماعي. فهي مصدر خام للدراسات الشرعية واللغوية والتاريخية والاجتماعية والاقتصادية، حيث تُعدُّ المؤلفات النوازلية مصدراً أساسياً في مجالات شتى، يستفيد منها الفقيه، والمفتي، والمستفتي، والحاكم، واللغوي، والمؤرخ، والجغرافي، والاجتماعي والاقتصادي. على حد سواء، وبذلك شكّلت المؤلفات النواز لية عند فقهاء المالكية بالغرب الإسلامي هذا العطاء العلمي في الإجابة عن أسئلة الناس وفي ربط الفقه بالواقع المعيش، بل شكّلت –إضافة إلى ذلك-تحوّلا مهما في مجال التدوين الفقهي عموما. وقد جاء هذا البحث لتسليط الضوء على القيمة العلمية للنوازل الفقهية لمالكية الغرب الإسلامي للإشارة إلى ضرورة توظيفها للكشف عن عناصر البنية الاجتماعية والاقتصادية التي قلما تبرزها الكتابات التاريخية الإخبارية. والتي تشكّل برّأي مصدرًا لا ينضب للمعطيات الاجتماعية والسياسية والدينية والثقافية بوجه عام، وقد ألهم هذا النوع من التراث الفقهي – النوازل الفقهية -، الذي ظهر على مستوى الأبحاث التاريخية، الباحثين من محاولة تجديد الكتابة التاريخية لمنطقة الغرب الإسلامي وذلك بالتركيز على التاريخ الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، بعد أن تبين بجلاء مدى عجز المصنفات التقليدية عن مواكبة الثورة الموضوعاتية نظرا لغض طرفها عن مختلف الشرائح الاجتماعية البسيطة، كما هدف البحث إلى دراسة النوازل الفقهية عند مالكية الغرب الإسلامي واستخراج قيمتها العلمية والوقوف على فوائدها المنهجية والعلمية والاجتماعية، حيث يمكن من خلالها معرفة أحوال المجتمعات من الناحية الاجتماعية، والسياسية، والاقتصادية، والتعرف على مناهج فقهاء المالكية في القضاء والتقاضي في النوازل، والوقوف على القواعد التي اعتمدوها في حل المشكل من المسائل.
كلمات مفتاحية: النوازل الفقهية _ مالكية الغرب الإسلامي _ القيمة العلمية _الفتاوى _الطابع الفقهي للنازلة.
الدكتور: ادريس الكاميري , باحث في الدراسات الاسلامية تخصص الفقه المالكي , بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس