ملخص البحث:يتوخى هذا المقال ملامسة إشكالية معرفية ترتبط بالدراسات الثقافية، بوصفها مفهوما مترعا بالضبابية والغموض، وحقلا معرفيا يفتقر لمجال بحثي ذي مناهج دقيقة وحدود واضحة. هذا الحقل المعرفي الذي انبثق في سياق التحولات المتسارعة الفكرية والنظرية، التي شهدها العالم الغربي في النصف الثاني من القرن العشرين، والتي أرخت بظلالها على الميادين النقدية والأدبية والثقافية، التي شهدت تبلور الدراسات الثقافية بوصفها توجها ونشاطا معرفيا ألغى الحدود الفاصلة بين المعارف الإنسانية المختلفة، كما عمل على تقويض المرتكز الأدبي الرسمي وهو النص، والالتفات في المقابل إلى قضايا ومظاهر ثقافية مرتبطة بالحياة اليومية، كان يُنظر إليها على أنها موضوعات هامشية لا تندرج ضمن مجالات اهتمام النقد الأدبي. لقد كانت العناية بالمهمش والشعبي والمخبوء في وجدان الشعوب وذاكرتها من البواعث التي دعت إلى صياغة الدراسات الثقافية بما هي توجه نقدي ثقافي جديد يعتمد رؤية شفافة ديمقراطية للثقافة، بعيدا عن تصنيفها إلى رفيعة وشعبية. هذه الرؤية التي تروم اكتشاف التمثيلات والأنساق الثقافية الباطنة، التي تقوم بالدور الفاعل في توجيه الوعي والذائقة والتلقي.
الكلمات المفاتيح: الدراسات الثقافية – النقد الثقافي – الأنساق الثقافية – الأدب
الباحث:عمر شهبي , كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة ابن طفيل – القنيطرة، المغرب