إن معرفتنا بأصول الكتابات والخطوط الضاربة في أعماق التاريخ لا تزال يكتنفها الكثير من الغموض، بل تظل النظريات تتضارب وتتجدد مع النهضة العلمية التي لم تعرف لها البشرية مثيل.
لذا كان هذا البحث محاولة جادة لتقريب الآراء حول أصول الكتابة العربية وخطوطها، ومكان ظهورها أول مرة، ومن هم واضعو رموز تلك الكتابة، وإبطال ما ضعف من تلك الآراء استنادا إلى ما اكتشف منذ مطلع القرنين الماضيين، حيث أعيد قراءة ما كتب مقارنة مع تلك الأثريات.
وتوصل البحث في خاتمته إلى جملة من النتائج أهمها أن الكتابة العربية من الصنائع البشرية وليست توقيفا إلهي، وأن اشتقاقها يعود إلى احتمالين: الخط الأنباطي أو الخط اليمني ( المسند ). كما انتهى البحث إلى أن الخط العربي شهد تطورا كبيرا حتى لا تكاد تميزه عن صورته الأولى، ومن هنا فهو يقبل التجديد مرة أخرى من حذف الصعب في الكتابة وما لا يخدم التواصل اللغوي كزيادة الحروف وكتابة ما لا يلفظ وتعدد صور الحرف الواحد كالهمزة؛ إذا توفرت السواعد الكفء والإرادات السياسية، والتمويل الكافي للمخابر العلمية.
رضا خوشي,الجزائر