لم يتحدث التاريخ عن سيرة أحد وصفاته، وأطوار حياته ومنهج يومياته مثلما تحدثا عن سيدنا رسول الله، وهذا لأنه جاء بالرسالة الجامعة، والدين الخاتم، فنسخ ما قبله، ولا شيء بعده، فقد انقطع بعده حديث السماء إلى الأرض، فكان خليقا به أن يكون طرازا من البشرية النقية الصرفة التي تعطي البشر القدوة والمثالية في الاستقامة على نهج الواضحة وسبيل التوحيد. ولذلك فقد رأينا أن يكون موضوع هذه الورقة في السيرة النبوية.
وجاء هذا البحث للتأكيد بأن السيرة النبوية هي المدخل الطبيعي لتاريخ الإسلام، فبقدر ما نحيط علما بهذه السيرة ونتفهم أسرارها وأخبارها بقدر ما نستطيع فهم أحداث تاريخ الإسلام في جميع مراحله.
وإذا كانت السيرة النبوية قد استفادت من منهج المحدثين في التعامل مع الأحاديث، فإن الأخبار الخاصة بالتاريخ الإسلامي في حاجة لاعتماد منهج المحدثين لتميزه بالضبط في قبول الأخبار والوثائق التاريخية. فما هي ظروف نشأة السيرة النبوية؟ وما أهميتها في فهم الإسلام؟ وما هي مصادرها؟ وما هي أوجه التمايز بينها وبين التاريخ؟
الكلمات المفاتيح: السيرة النبوية، كتابة التاريخ الإسلامي، التاريخ
الدكتور محمد البويسفي & الدكتور محمد الفاضلي , المغرب